الأربعاء، مارس 11، 2009

ستبقيْنَ عَلَماً رغمَ أُنوفِهِم.

ما أصعبها من لحظات حين توقفتُ على سلم الجامعةِ ونظرتُ إلى الأسفل من عَلٍ.
فقط أغمضتُ عينيَّ وقلتُ (حسبنا اللهُ ونعمَ الوكيل )
كان هذا الحدثُ عندما كنا نتناولُ إحدى محاضراتِنا في الصباح الباكر، تماماً في الساعةِ الثامنةِ والثلثِ ،فبينما نحنُ متفاعلاتُ في درسنا وإذا بصوت فظيع وهِزةٍ تضجُ المبنى الذي كنا فيه ندرسُ ،نظرنا من النوافذِ (النايلونية)_عفواً هي نوافذ من النايلون لأن زجاجَها قد تساقط َعند قصفِ الجامعةِ_فإذا هي الجرافات والكباشات جاءت لتأخذَ الردم المتخلف من وراء قصفِ مبنيي المختبرات العلمية والهندسيةِ في الجامعة!
حينها طلبَ منا الدكتور الانتباهَ والتركيزَ معَهُ ،وطلب من زميلتِنا إغلاقَ بابَ القاعةِ ،ولكنَّا فوجئنا أنَّ لا بابَ لها!! _فهو الآخر خُلِعَ جراءَ القصفِ العنيفِ الذي هزَّ أرجاء الجامعة وبعثر محتوياتِها _
فما كان من الدكتور إلّا أن طلبَ منَّا مغادرةَ من القاعةِ والبحثَ عن قاعةٍ أُخرى يكونُ حالُها أفضلَ من هذه...


خرجتُ معَ زميلاتي اللآئي سبقنني إلى قاعةٍ أخرى ،لكن المنظر أبى إلّا أن تكون مني وقْفَة..


قبل شهرين كانت جامعتي عروسٌ تزينُ غزةَ،كنّا نحسدُ عليها،على جمالِها على نظامِها على تعليمها ودقته ،على مكانتِها بين الجامعات،على...،على.......


أنتِ صرحُ العلمِ يا منارةَ الهدى،
أنتِ عشيقةُ القلبِ أنتِ الحلم،
فيكِ عشتُ وبينَ قاعاتكِ تنقلت،
في كلِّ مكانٍ لنا فيكِ ذكرى...


بُيِّتَ الغدرُ ليلاً ،وحيكَت المؤامرةُ ضدك

قصفوكِ يا مهجةَ الروح ،قصفوكِ بلا رحمةٍ وبلا رويّة،
زعموا أنهم سيغتالون حبَّكِ من قلوبنا وسيستأصلونه،
لكنَّهم خابوا والله...



لو كنتُ أقدرُ يا حبيبتي لخبأتُكِ من غدرِ عيونهم الحاقدةِ ونيرانِهم اللاهبة في فؤادي،

لفتحتُ قلبي وخبأتُكِ فيه ومن ثمَّ أغلقتُ قلبي كي لا يراكِ أحد...
ولكنَّ هذا لم يكن ،وياليتهُ كان...
أفزعتنا صواريخُ العدا التي هدمت بعضَ أركانِك ولكنّنا لم نصبرْ بل فزعنا بالاتجاهِ نحو صرحكِ الشامخ
اتجهنا إليكِ نتفقدكِ ...فكان مصابُنا الجلل بما حلَّ بك...




هذه هي صور دمارك،ولكنها لن تبقَ مهما كلَّفنا الأمر

فهم أغبياء والله..
لا يعرفون بأننا النار من تحت الرماد
لايعرفون أننا البطؤ الذي في بطئِه يصل..







والله ما فازوا ياجامعتي

وستبقين صرحَ العلمِ الذي يضيءُ أرجاء الدنيا
وستبقى هذه الجريمةُ بحقك بصمةَ عارٍ في جبين المحتلِ النازي
وحسبُنا اللهُ ونعمَ الوكيل



هناك 10 تعليقات:

عربي نيوز يقول...

السـلام عليكم

جامعتنا الغراء تزيني أيتها العروس بركامك المهدم وتزيني بطلابك الأماجد
فلله درك يا جامعتنا كم لحظات سعيدة قضيناها على باب مبنى المختبرات الهندسية ذهبت أدراج الرياح وأضبحت ذكرى في عداد الأموات..
ماذا عسانا نقول ونحن نرى الركام والدمار يحيطنا من كل جانب
بالأمس كانت عروس في احلى بهجتها يوم تم الانتهاء من تشطيب مبنى القدس وطيبة
كان الجامعة بعباءة جديدة ..ما اجملها
واليوم أيضا جميلة على ركام المباني المهدمة..
بالأمس حرقوها كلاب الرئيس واليوم دمرها كلاب البشر..
بالله المستعان أختاه...
بارك الله فيكي وحفظ الله لنا جامعتنا ودمتي بخيـر..

لا تنسوا اخوانكم في غــزة من دعائكم

||..بحــر الدموع..||

غير معرف يقول...

حبيبتي هدول الله يخليلي اياكي يااارب والله بصراحة كلام جمييييل جدا والفاظ رائعة ما شاء الله عليكي هي تظهر تمكنك من لغتنا الجميلةهذا بالنسبة لمووعاتك عن الجامعة وعن الطالب الغزي اسأل الله ان ينفعنا بك وبعلمك لتكوني زخرا للاسلام والمسلمين .
اما بالنسبة لما كتبتيه من خاطرة عن حبيبنا الشهيد البطل زوجي ابا يوسف فهو والله مفخرة لي وانااتشرف بكتابة مثل هذا الكلام عني وعنه واسال الله ان جمعني به في جنات الفردوس امين امين

جذور الأمل يقول...

والله سترجع جامعتنا أفضل مما سبق،
وقد حُرِّقت قبل ذلك ومن ثم عادت بأبهى حلة!
عاد مبنى المختبرات وطيبة واللحيدان والإدارة والمدينة المنورة والقدس وغيرهم
وسيود مبنيا المختبرات أجمل من ذي قبل وأكثر قيمة بإذن الله .

جذور الأمل يقول...

الله يخليك يا أم يوسف والله تشرفت بزيارتك،بارك الله فيك.
وما كتبته عن زوجك أمير فهذا والله أقل شيء ممكن أقدمه أرجو من الله أن يصبرك ويثبتك ويجعله في ميزان حسناتك.

محمد يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي العزيزة

لله در الخير مهما علا الشر نزوة ... فالله يمهل لا يهمل والصبح موعده ... بارك الله فيكم ولله دركم وسدد علي طريق الخير خطاكم

خالص شكري وتقديري

جذور الأمل يقول...

بارك الله فيك أخي (هذه حياتي )وأشكر مرورك،
ولا بد للصبح أن يأتي كما تفضلت
(أليس الصبح بقريب)؟ بلى والله وستشرق شمسه ما زلنا على دين الله ومتمسكين بحقوقنا.

إشراقة أون لاين يقول...

أتنهد تنهيدات حزن وغضب عندما أسمع كلماتكم ولا يسعنى إلا دعاءا لكم فى جوف الليل
أختى هديل ياريت ميكنش فيه فى التعليقات تأكيد الكلمة تسهيلا ع السادة الزوار

نور الاسلام يقول...

السلام عليكم اختى هديل

عندما قرأت كلماتك عن الجامعه ...شعرت بالعزه والفخر بكم والله وكأنها رساله لنا بأنكم صامدون فى كل النواحى وليس بالثبات على الارض فقط ..ولكن بالثبات والاصرار على التعليم رغم قصفهم للجامعه..
نسأل الله لكم النجاح والتوفق دائما...

...لو تسمحى لى اختى اضع مدونتك عندى وجزاكم الله خيرا .

جذور الأمل يقول...

أهلاً بكما (نور الإسلام ،وإشراقة أون لاين)
وأنا أتشرف بزيارة الأعضاء الكرام أمثالكم وأزداد شرفاً بإضافتكم لمدونتي!
وبارك الله في جهودكم جميعاً.

هدى التوابتي يقول...

والله هي صرح العلم رغم أنوفهم..هي صرح العلم بطلابها وأساتذتها..وموظفيها رغم أنوف الحاقدين...هي صرح العلم ومنارته بكم وليس بالمباني والمختبرات والأجهزة..اللهم أخلف عليكم خيرا وأجعلها في ميزان حسناتكم