الجمعة، فبراير 27، 2009

الصعوباتُ التي تواجهِ الطالبَ الجامعيَّ الغزيّ.

يعاني الطالبُ الفلسطينيُّ بشكلٍ عامٍ والغزاويُّ بشكلٍ خاصٍ من صعوباتٍ كثيرةٍ ولا محدوة،علاوة عما تعانيه طبقاتُ الشعبِ عامةً،وبصفتي طالبة جامعية سأقوم بسردِ بعضِ هذه المعاناة.
أولاً عندما يُفتحُ بابُ التسجيلِ لعامٍ دراسيٍّ جديدٍ فإنَّ الطلبةَ يُقبِلون على هذا التسجيلِ قبل أن تُغلقَ شعبُ بعضِ المساقاتِ ويضحى الطالبُ لا مكان له فيها،ولكنَّ التسجيلَ يعني الكثيرَ من الإرهاقِ للطالبِ ولأهلهِ فهو يعني أن يدفعَ الطالبُ الحدَّ الأدنى الذي يعادلُ اثنتي عشر ساعةً وسعرُ الساعةِ في أزهدِ الكلياتِ ثمناً يعادلُ أربعة عشر ديناراً،وهذا ما يرهقُ كاهلَ الأسرةِ الفلسطينيةِ وخاصةً إذا كان فيها أكثرُ من طالبٍ جامعي ،وينتظر الطالبُ وينتظر حتى يتمَّ تخفيضُ عددِ ساعاتِ التسجيلِ أوحتى يحصلَ على منحةٍ أو قرض ومن ثَمَّ يُسجِّلُ لعامه الدراسي،ويبداُ الدوامَ الجامعي الطالبُ بحاجةٍ إلى كتب ،فلا يتركُ طالباً يعرفه أو لا يعرفه إلَّا ويسأله عن الكتبِ التي يريد،فإن وجدها كان بها وإلا اضطُرَّ لشرائها رُغماً عنه!
يجهزُ الطالبُ نفسه للذهاب إلى جامعته يريدُ مصروفاً كي يركبَ سيارةً على الأقلِّ أو يأكلَ لقمةً عندما يقرصه الجوع ...!الآن خرجَ الطالبُ من بته متوجهاً نحو جامعته يقفُ في الشارعِ كي يوقفَ سيارةً تنقلُه إلى حيثُ يريد،ينتظرُ وينتظر حتى تتلوحَ رقبته وهو ينظرُ يمنةً ويسرى حتى يشعرَ أن الوقتَ قد أدركهُ ويجبُ عليه أن يمتطي رجليه حتى لا تضيعَ محاضراته ،إلّا في حال وجدَ سيارةً تقله يستقبلُها بكلِّ فرح و يدفعُ لها الأجرة،فيتمرد عليه السائق ويطلب المزيد ويطولُ الجدالُ بينهما أيهما أحق بالنصف شيكل حتى يصلَ جامعته.
الآن دخل الجامعةَ والتقى بزملائه وحضر محاضرته المكتظة بالطلابِ،يريدُ أن ينتقلَ إلى المحاضرةِ الثانيةِ ولكن عليه أن يتنقَلَ بين مباني الجامعةِ وعلى طوابقها العالية مما يسببُ له الإرهاقَ والتزمتَ،فهو اضطُرَّ إلى التنقل على قدميه لأن المصعد مشغول بحملِ الأساتذة وأصحابِ الأعذارِ الخاصةِ وغيره من الطلاب،ويظلُّ الطالبُ على هذا الحال حتى ينتهي دوامه!!!!!!
وبعد يومٍ طويلٍ من التعبِ والإرهاقِ يتوجَّهُ الطالبُ المسكينُ نحو البيت كي يرتاحَ بعد طولِ عناءٍ وجوعٍ قارسٍ،فيقفُ على شارعِ الجامعةِ ينتظرُ سيارةً تحقق حلمه آن ذاك فهو يحلمُ بالتمددِ على سريرِه والنوم ،ولكن سرعان ما يتحطمُ هذا الحلم لأن فيلمَ الصباحِ سيتكررُ الآن نعم سيظلُ واقفاً أكثرَم ن نصفِ ساعةٍ في معظم الأحيان حتى يجددَ السيارة،أو أن السائقَ لاتعجبهُ تلك المنطقة ولا يريدُ أن يذهبَ إليها حتى يحنَّ اللهُ على الطلابِ ويرزقهَم بسائق يبُلَّ ريقم بعد ظمأٍ طويل...
فما بالك بالطلاب المرضى وهم في هذا الموضع؟؟؟؟؟؟؟؟
ويصلُ الطالبُ منزلَه المتواضعَ بعد عنائه اللا محدود وأول مايطلبُه هو النومُ والراحة ،فإذا خلدَ إلى فراشه رأى كلَّ ما عاناه في كوابيس متواصلة حتى إنه لا يجد مهرباً منها في يقظةٍ أو نوم!!! وعندما يستيقظُ من كوابيسِهِ يتوجَّهُ نحو حقبتِهِ وكتبِهِ ليراجعَ محاضراتِه ويحضِّرَ دروسه ولكن سرعان ما تفاجئه الكهرباء بانقطاعها حتى يشعر أن السوادَ الذي حوله لا حدود له وأنَّ من المستحيلِ أن تكونَ هناكَ دنيا أسود من دنياه......
وهنا يحاولُ الطالبَ أنْ يُجهِدَ نفسه ويدرسَ على الشمعة ولكن عينيه تلومانه قائلةً له أنا أغلى من أيِّ شيءٍ آخر،فلا يكون منه إلَّا أنْ ينفخَ عليها بنَفَسِه المغلولِ ويطفأَها والغيظُ يكادُ يفجِّرُ قلبه ويفضلُ النوم وعيناهُ تذرفُ الدموعَ حتى يستيقظَ في اليومِ التالي.... وتتكررُ المأساةُ نفسُها....
واللهِ ما هذا إلَّا غيضٌ من فيض ومن يعيشُ الموقفَ ليس كمن يقرأه أو يسمعه أو حتى يراه.

الأحد، فبراير 22، 2009

إنَّ القلبَ ليحزنُ وإنَّ العينَ لتدمعُ وإنَّا على فراقكَ يا أميرُ لمحزونون




أكتب هذه الخاطرةَ إلى صديقتي بل أختي الحافظةِ لكتابِ اللهِ أمِّ يوسف والتي استُشهِدَ زوجُها في الحربِ على غزة،في العاشرِ من يناير ألفين وتسعة،وهو الشهيدُ المهندسُ أمير يوسف المنسي قائدُ الوحدةِ المدفعيةِ القسامية في غزة والشمال.
وقد استُشهِدَ قبل أن يمرَّ عامٌ على زواجهِما تاركاً لها أجملَ هديةٍ ،تركَ لها جنيناً في أحشائِها ،أسألُ اللهَ أن يرزقَها إياهُ سالماً وينفعَها به في الدنيا والآخرةِ ويعوّضَها عما افتقدته من حنانِ أبيه حبيبِها أمير.


فكتبتُ لها.....

تبكي العينُ وينزفُ القلبُ ‘أبكي عليكِ ياحبيبةَ قلبي....


ما أسمعُهُ منكِ كلماتٌ تجرحُ قلبي بل وتمزقُه،


دمعاتُ عيوني وإن فارقتها فلا تفارقُ القلبَ المكلومَ،


أعانكِ اللهُ الذي اختاركِ ليضعَكِ في هذا الموضعِ،


صبَّرَكِ الذي ابتلاكِ باصطفائِهِ لكِ بأن كنتِ إحدى منْ لحقْنَ بهذا الركبِ العظيمِ ،فكنتِ واحدةً من أولاء اللآئي سرْنَ في هذه القافلةِ التي حملتهن.
نعم أنتِ معَهم ولكنَّكِ لستِ من افتتحت هذه القافلةَ ولستِ من ستغلقُ بابَها ،ولكن كوني على ثقةٍ بأن لكِ شرفَ الانتماءِ إليها بلا شك !!
لذا حبيبتي ورغمَ كلِّ المصاعبِ و الآهاتِ،رغمَ كلِّ العذاباتِ،رغمَ مرارةِ الموقفِ وحرارةَ الدموعِ ،رغمَ كلِّ شيءٍ تمرين فيه ولكن لا تصفُهُ الكلماتُ لأنَّ القلمَ لا يستطيعُ أن يعبرَ عمَّا يقاسيه القلبُ ويعانيه الوجدانُ ،رغم كلِّ شيءٍ ...
عليكِ أن تكوني عند ثقة اللهِ بكِ الذي كان واثقاً بك في بداية الأمرِ بل قبلَ أن يخلقَكِ،لذا اصبري واحتسبي ،احتسبي كلَّ دمعةٍ كلَّ غصةٍ كلَّ آهٍ كلَّ شوقٍ كلَّ قلقٍ ،كلَّ....،كلَّ...،كلَّ.... في سبيلِ اللهِ كي تفوزي في الدنيا والآخرةِ بإذنه تعالى ،لأنَّ الملركبَ يسيرُ والقدرُ ينفذُ حكمهُ فينا ولا مناص الآن،ولا فائدةَ مما عملنا إذا لم يرضِ ربَّنا ،وإذا لم نقلْ ما يرضيه (إنَا للهِ وإنَّا إليه راجعون).
بكلِّ معاني الإكبارِ والاحترامِ أوجهُ لكِ كلماتي هذه وأنتِ لا تغيبين عن بالي لا في يقظةٍ أو نوم،لستِ لأنكِ صديقتي بل لأنكِ أختي ولا أكذبُ لوقلتُ لأنكِ أنا ولا فرق بيننا.
وتسطرُ يدي هذه الكلمةَ بكلِّ خجلٍ إلى إنسانةٍ عظيمةٍ وستعرفُ مى عظمتها مما سيمرُّ عليها في أيامِها القادمةِ سواءٌ أكانت من المحنِ أو من الفرحِ،وإن كنتِ تظنيه قد انصرفَ بلا عودة.
حبيبتي كثيراً ما أعجزُ عن الكلامِ والتعبيرِ مثلما الآن فلا أدري كيف أُنهي !فالكلامُ كثيرٌ والقلبُ قد ضجَّ به،ولكنَّ القلمَ قد ملَّ من الكتابةِ حتى بات لا يستوعبُ ما يشعرُ به الفؤاد...

أختكِ /جذور الأمل

السبت، فبراير 21، 2009

وطني أجملُ بقعةٍ في العالم.



هنا...تحت هذه السماءِ الصافيةِ التي تتلألأُ نجومُها ليلاً بجانبِ قمرِها الذي لم أشهدْ أجملَ منه أبداً،وتحتَ أشعةِ شمسِها البارقةِ نهاراً عندما تلتقي معَ مياهِ البحرِ المتلاطمةِ أمواجُه ،وحينَ تتساقطُ أشعةُ الشمسِ على أوراقِ البساتينَ الخضراء التي تدغدغُها فتنفرجُ أساريرُها ،هنا تشهدُ أجملَ بقعةٍ في العالم ِأسعدَ حياةٍ وأجملَ معيشةٍ حيثُ تلتحمُ عناصرَ الطبيعةِ مكونةً أجملَ لوحةٍ فنيةٍ من صنعِ الباري عزَّ وجل ..


هنا أعيشُ في مدينةِ غزةَ العزة ِ،ولكن.. وفي ظلِّ هذا الجمالِ والنعيمِ والحريةِ لم يرُقْ لبعضِ الأوغاد ِهذا النعيمُ الذي نعيش،فأبوا إلاَّ أن يعكروا الأجواءَ ويقلبوا المعايير !جاءوا فقلبوا الصورة َرأساً على عقب، وهزّوا الجمالَ الأخّاذَ بشراستِهم وهمجيتهِم اللا مسبوقةِ فنزعوا القمرَ من كبدِالسماءِ وتركوا ليلَنا مظلماً ولكنَّ الظلامَ والحمدُ للهِ لمْ يَطُلْ فقد أشرقت أنوارٌ أكثرَ ضياءٍ من نورِ القمرِ،ظهرت أعظمُ قوةٍ في العالمِ ،ظهرت أطهرُ قوةٍ في التاريخ..لأنها تسيرُ على نهجِ الإسلامِ العظيمِ كي تُحررَ البلادَ من ظلمِ العبادِ وتنشرَ دينَ اللهِ في كلِّ هذه الدنيا،لقد ظهرت المقاومةُ الفلسطينيةُ الطاهرة ُلتحققَ أسمى أمانينا،لمعَ بريقُها في سماءِ البشريةِ فرفعت رؤوسَ العالمين شامخاتٍ كالنخيلِ،فحمداً لك ياربَّ العالمين أن رزقتَنا أسمى هديةٍ تُهدى للبشريةِ.

الجمعة، فبراير 20، 2009

لماذا طرقتُ بابَ التدوين ؟

ياربُّ لك الحمدُ كما ينبغي لجلالِ وجهكَ وعظيمِ سلطانك.
الحمدُ لله ربِّ العالمين الذي خلقنا في أحسن صورة وأغدق علينا النعم الكثيرة التي لاحدود لوصفها وعدها،ولكن وبلا شك أنَّ نعمة الإسلام هي تاج هذه النعم اللا معدودة،وكان حقاً علينا أن تقدم لخالقنا بالشكر على هذه النعم ،رغم أننا لو عشنا كلَّ عمرنا نشكر الله ونحمده لما أدينا حقه علينا،ولكن كيف يكون ذلك؟!
رأيت أنَّ كلاَّ منا عليه أن يخدم دينه فيما برع فيه!فالمجاهُ يضحي بأغلى ما يملك يضحي بدمه وبروحه لخدمةِ دينِ اللهِ،والشيخ يتفقهُ في الدينِ وينشرُ ما تعلم على من حوله من المسلمين ،وكذا المعلم يدرس أبناءَ المسلمين ويرعاهم في غيابهم عن منازلهم،وغيرهم الكثير حتى الفنان الذي يقدم قصيدة يشغل بها الناسَ عن المجون. ولكن نحن ماذا قدمنا لدين الله تعالى؟
صحيحٌ أننا نعيش في أرض الرباط فلسطين وبالأخص في البقعة التي تحمي بيضة الدين_غزة العزة_ إلاَّ أنني رأيت في نفسي القدرة على الكتابة الأدبية والقدرة على إجلاء الغموض والزيف عما يحاصر دين الله ويسعى لقتله فصممت أن أحدثَ تغييراً لذا أنشأت مدونتي هذه ،وأنا إذ أقدم هذ الموضوعَ أقدمه وأحتسبه في سبيل الله ولأجل خدمة دينه عزَّ وجل وأرجو منه تعالى أن يجعله في ميزان حسناتي وكل من حاول التدوين بهذه النية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.