أنــــــــا و هــــــــــــــــو
طرقَ بابي مُذ كنتُ صغيرةً ،كنتُ في نعومة أظفاري ،لم أعِ من هو ...ودون إذني فتح البابَ ،جلسَ وأخذ يفرضُ نفسَه ،حتى انتبهتُ وأهلي إليه ...كَسَرْنا كلَّ حواجزِ الصمتِ وتوزعْنا في كلِّ الاتجاهاتِ باحثين عن مَخْرجٍ كيف نطردُه...ولكن ..يبدو أنَّ لا مجالَ لمغادرتِه فقد زرعَ جذورَه بين مفاصلي ،وغدا رفيقَ دربي الذي لا غنى عنه !!
أواهٍ منك يا هذا..تسعُ سنواتٍ وأنت تعيثُ فساداً في جسدِ الصغيرةِ ،حتى أحلتني إلى صفرةِ الجاديِّ عن حمرةِ الوردِ ،وإلى عجوزٍ تمشي الهوينا بدلاً من أن أكونَ شابةً صغيرةً، كلُّ ملامحِ النضارةِ على وجهها كالذي ألمحُهُ في تيارِ الشبابِ المتدفقِ أمامي ولا أستطيعُ اللحاق بِرَكبِه ...
ومعَ مرِّ الأيامِ والسنين أصبحتَ صباً عاشقاًلا حدودَ لوصفِ مشاعرِك الجياشةِ تُجَاهي حتى أهديتني كلّ ما في جعبتِك ... تُسْهرُني الليلَ لتحدثَني عن قصصِ حبِّكَ لي وتستغِلَّ الفرصةَ لتنزلَأسواطَ عشقِك على كلِّ موضعٍ في جسدي...
أتوسلُ إلى اللهِ كي يخففَ عني شدتَك ولكنك تأبى إلّا أن أفتحَ عينيَّ وأحدقَ في مقلتيك فتنفرجُ أساريرُك وتغازِلُني بألوانِ العذابِ المتتابعةِ على نحافتي ورقتي،فأي صبرٍ تملكُهُ يا قلبي وأيُّ رحمةٍ تدغدغُ مشاعري حتى حنَّت على ذاك العاشقِ الولهانِ ،ورضيتُ بحبك يارفيقي ...
أوَ كلُّ هذا العشق وأصُّدك...أكسرُ قلبَك وأستهينُ بمشاعرِ من تركَ الدنيا وسخَّر نفسَه ليعيشَ معي ؟؟؟يرافقني في كلِّ حركاتي وسكناتي حتى يُؤْنسُني بينما الجميعُ نيام ويتلقى كلَّ شكواتي دون أن يضيقَ ذرعاً بها...
فأتحدثُ وتسكت ،أتكلمُ وتسمعني ...لا تقاطعُني إلاَّ من بعضِ الردودِ البسيطةِ التي تفقدُني وعي...!! وأستحمل فقد عاهدتُ نفسي ألا أسُبُّك ولا أشتمُك فأنت رفيقي وحبيبي ...وأنا الآن مثلُك أحبُّك كما تحبني ....
وانظر فها أنا ذا أبوح لهم بسرِّ علاقتِنا ...وأيُّ حبيبان يظهران أنفسهما أمام الجموع؟؟؟ أفصحتُ عن علاقتِنا بعدما عجزِ فؤادي عن السكوت وعلاماتُ العشقِ قد فرضت ملامحَها وعلاماتِها عليَّ ...والكلُّ بات يسأل وها أنا اليومَ أجيبُ وأفخر ...
نعم أفخرُ بك وبحبِّك وأيُّ حبيبٍ أفضلُ منك ؟! تنفضُ الذنوبَ عني نفضاً وتضعُ نفسَك جسراً لنجاتي وتبشرني بأنك الوسيلةُ إلى الغايةِ إلى مغفرةِ الرحمن ورضاه إلى جنانِه ونعيمِه ...
وكيف لا أحبُّك إذن ؟؟فأنعم بك رفيقاً وحبيباً وقد رضيتُ بك كيفما كنتَ وبكلِّ فخرٍ واعتزازٍ ،بكلِّ شموخٍ وكبرياء....
ولا تنسى أنني جذورُ الأملِ التي لم تستسلم رغم الألم لأنها تستمدُّ عزيمتَها من منهاجِ الإسلامِ العظيم ......
